بسم الله.... الحمد لله الّذي أنزل على عبده الكتاب، القائل عن القمر: {... وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ....} [يونس: 5] والصّلاة والسّلام على نبيِّنا محمِّدٍ، الّذي خرج من أطهر الأصلاب، وعلى آله وصحبه وكل من هاجر لله وتاب... أما بعد:
انعقاد الإجماع في خلافة عمر -رضي الله عنه- على التّأريخ بالهجرة
اعتمادًا على القمر
مقدمة حول بداية العام الهجري
أخي الحبيب: يشكل اليوم الأول من شهر محرم رأس السنة الهجريَّة التي تعتمد على التّقويم القمريّ، وقد هجر المسلمون هذا التّأريخ.
-إلا من رحم الله تعالى- وصاروا يعتمدون على السنة الميلادية التي تعتمد التقويم الشّمسيّ.
ولو علم المسلمون خطأ ما يفعلون، لعادوا سريعًا إلى التّأريخ بالهجرة؛ لأنَّه أرضى لله -تعالى-، ثمَّ هو: أرحم، وأدق، وأحكم، كما سنرى في هذا البحث بإذن الله -عزّ وجلّ-...
لمحةٌ تاريخيَّةٌ
عرف الإنسان التّأريخ منذ بدايته الأولى على سطح الأرض. ذلك أن التّأريخ حاجةٌ مهمَّةٌ جداً لحياة الإنسان. وكان لكلِّ شعبٍ من الشّعوب تقويمهم الخاصّ... فقد اعتمد اليهود على التّقويم القمريّ، وبدءوا تأريخهم من العام الّذي خرجوا فيه من مصر فرارًا من فرعون وجنده، بعد أن نجى الله -تعالى- نبيَّه موسى -صلَّى الله عليه وسلَّم- وقومه من الغرق.
وكان النَّصارى يعتمدون على التَّقويم الشمسيّ بدءًا بميلاد المسيح -صلَّى الله عليه وسلَّم. كما أنَّه كان لكلٍ من الرّوم والفرس والهند والصين والفراعنة وغيرهم تقويمهم الخاص،ّ المرتبط بأحداث عظامٍ في حياتهم هذا، وقد اعتمد العرب في الجاهلية على التَّقويم القمريّ، وبدأوا تأريخهم بالوقائع المهمة في حياتهم مثل: انهيار سد مأرب.... عام الفيل... تجديد بناء الكعبة .... إلخ.
التَّقويم الشّمسيّ والتّقويم القمريّ
من نعم الله -تعالى- على الإنسان أن جعل له من الشّمس والقمر دليلًا يهتدي به إلى معرفة الأيام والشّهور والسّنين والحساب، وقد وجه الله -عزّ وجلّ- أبصار البشر إلى السّماء، وبالأخص إلى القمر؛ ليستنبطوا من حركته علم: قياس الزَّمن، ومعرفة عدد السّنين والحساب، قال -تعالى-: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ} [يونس: 5].
أولًا: التّقويم الشّمسيّ
التّقويم الشّمسيّ: هو التّقويم الّذي يعتمد على حركة دوران الأرض حول الشّمس في حساب السّنّة، والّتي تساوى 365 يومًا تقريبًا.
التّقويم لدى الإمبراطورية الرّومانيَّة
أخي الحبيب: إنَّ التّأريخ الميلاديّ الحالي الّذي يعتمد على الشّمس، يعود في أصله إلى التّاريخ لدى الإمبراطوريَّة الرّومانيَّة، الّتي كانت تحسب السّنة على أنَّها 360 يومًا، (وكذلك كان البابليون قبلهم)، وهذا خطأٌ كبيرٌ مخالفٌ للواقع، إذ أنَّ السّنّة الفعليَّة هي 365 يومًا تقريبًا.
وهذا التَّفاوت يعني نقصًا قدره خمسة أيام في العام، وشهر كلّ ستِّ سنوات ولتلافي النّقص الحاصل في كلِّ عامٍ، أصدر يوليوس قيصر قرارًا بزيادة عدد الأيام في بعض الأشهر (حتى وصلت إلى 31 يومًا) وفي عام 1582م قام البابا غريغوري الثَّالث عشر بإلغاء عشرة أيام من تلك السّنة، وأصبح التَّقويم الميلاديّ يعرف بالتَّقويم الميلادي الغريغوري، ثم قام البابا بنديكت الرّابع عشر عام 1752م بإلغاء أحد عشر يومًا من تلك السّنة. وقد استمر الباباوات في تعديل التّقويم المسيحيّ الغريغوريّ، حتى يأتي عيد الميلاد (وهو أحد أعيادهم) في موقعه كما كان في بداية العام الميلاديّ.... كما هو شائع!!!!.
الأشهر مصطنعة في التّقويم الشّمسيّ
وتقسيمة أيام الأشهر في التّقويم الشّمسي تقسيمةٌ غير متساويَّة.... فهناك فبراير 28 يومًا أو 29 يومًا، وهناك شهران متتاليان (يوليو وأغسطس) 31 يومًا، وهذه التَّقسمية خضعت لأهواء الباباوات والقياصرة الّذين وضعوا هذا التَّقويم فبعض القياصرة حاول أن يخلد اسمه فسمي شهرًا من الشّهور باسمه، وجعله كبيرًا متميزًا... مثل يوليوس قيصر الّذي جعل شهره يوليو 31 يومًا...وهكذا.
فقام الباباوات بإنقاص شهر فبراير نقصانًا غير مفهومٍ، ولا مبررٍ؛ إرضاءً لهؤلاء القياصرة. وكان العدل أن تكون الشّهور كلها متساويَّة -ولن يستطيعوا ذلك-؛ لأن تقسيم 365 يومًا إلى 12 شهرًا سيكون النّاتج ثلاثون يومًا، ويبقى لدينا 5 أيام لا يمكن توزيعها على الشّهور بشكلٍ واقعيٍّ مقبولٍ؛ لأنَّ الشّهر سيكون ثلاثون يومًا من نصف اليوم تقريبًا، وهذا غير ممكن، مما يدل على أنَّ: الاعتماد على الشّمس غير صالحٍ لتقسيم الشّهور!!!
تنبيه:
نجد أن كثيرًا من المسلمين يستخدمون الأسماء الأجنبية للشَّهور، وهم لا يدرون أنَّ بعضها أسماء وثنية، فنجد مثلًا شهر يناير أسمًا لأحد آلهة الرُّومان، وكذلك فبراير ومارس.... وكذلك بعض الأيام (صن دي) يوم الشَّمس... (من دي) يوم القمر.... فينبغي على المسلمين استخدام الأسماء العربية للشُّهور مثل: محرم... صفر... إلخ... والأيام مثل: الأحد... الإثنين... إلخ.
ثانيًا: التَّقويم القمريّ
معلوم أنَّ القمر يدور حول نفسه وحول الأرض، ويدور هو والأرض حول الشّمس.... والقمر يشاهد بالعين المجردة. وقد لاحظ الإنسان منذ القديم أنَّ القمر يولد صغيرًا ثمَّ يكبر إلى أن يصل على أوج اكتماله بعد أربعة عشر يومًا، ثم يتناقص إلى أن يعود كما بدأ.... إلى أن يدخل في فترة الغياب فلا يُرى مُطلقًا وتسمى فترة المحاق ثمَّ يعود على الظّهور من جديد... وبين كلّ رؤيتين إمّا 29 يومًا، أو 30 يومًا.
ووجد الإنسان أن هذه الظَّاهرة يمكن أن يعتمدها في تقسيم الزّمن إلى وحدات أكبر من اليوم وأقل من السّنة فسماها شهرًا من: الاشتهار والمعرفة. إلا أن متوسط الشّهر لدى التَّوقيت القمريّ 29 يومًا ونصف اليوم تقريبًا، وذلك بسبب رؤية القمر، الّتي تختلف من شهر لأخر بتقدير الله -تعالى-، بخلاف التَّقويم الشّمسيّ الّذي يخضع لتعسف البشر، وأهوائهم.... وعلى ذلك فإنَّ إثنى عشر شهرًا تساوي 354 أو 355 يومًا، وهي فترة أقل من السَّنة الشّمسيَّة بأحدى عشر يومًا تقريبًا.
حكمة الاعتماد على التَّقويم القمريّ
أخي الحبيب: ينبغي أن تعلم أنَّ الله -سبحانه وتعالى- أمرنا أن نعتمد على القمر في حساب الزَّمن، قال -تعالى-: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} [البقرة: 189] وكذلك أمرنا رسولنا -صلَّى الله عليه وسلَّم- بالاعتماد عليه في جميع شؤوننا، مثل: تأريخ المعاملات، والمعاهدات ومواقيت العبادات كالصّوم مثلًا لقوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته...» [متفقٌ عليه].
ونحاول هنا أن نتلمس بعض الحكم: الشّرعيَّة والعلميَّة وفي هذا التّقويم القمريّ الربانيّ:
أولًا الحكم الشّرعيَّة... منها:
أولًا: أنَّ السّنة القمريَّة أرحم وأعدل بالعباد في باب التّكاليف الشّرعيَّة، حيث يتبدل المناخ فتجد أن الإنسان لا يحجُّ أو يصومُ أو يزكي دائمًا في الصَّيف، وإنَّما في كلِّ الفصول كلما مرّ عليه 33 عامًا... فالصّائم -مثلًا- لا يصوم طيلة حياته في الصّيف وفي اليوم الطّويل، وإنَّما يصوم في كلِّ الظّروف المناخية طول العام... ونفس الشّيء يحدث بالنّسبة للحجّ.
ثانيًا: أنَّها أرحم بالفقير في باب الزَّكاة؛ لأنَّها أقل من السّنة الشّمسيَّة.
ثالثاً: أنَّها أخفُّ على المكلفين من حيث: المُعتَّدة من طلاقٍ، أو من موتٍ، أو الّتي تريد أن يحكم لها بالفريق بسبب غياب زوجها، أو عنته (الضّعف الجنسيّ) بعد عامٍ كاملٍ، أو من حيث الحكم على المفقود والغائب بالموت. أو بالنِّسبة للذين يصومون شهرين متتابعين كفارة لخطأ من الأخطاء. فقد يصوم 62 يومًا بدلًا من 58 يومًا إذا اعتمد على التقويم الشّمسيّ ففي كلّ هذه الحالات فإنَّ الاعتماد على السّنة القمريَّة أرفق بالمسلم، مصدقاً لقوله -تعالى-: {..... وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ...} [الحجّ: 78].
رابعًا: أنَّ الدّورة الشّهريَّة للمرأة، والثَّوابت البيولوجيَّة الأخرى للإنسان وغيرها، مرتبطةً ارتباطًا وثيقًا بالقمر.
ثانيًا: الحكم العلميَّة... منها:
أولًا: التَّقويم القمريّ يحسب الرَّؤية المجردة، ونسبة الخطأ فيه تكاد تكون معدومةٌ، وإن واقع الخطأ من جهة البشر، فبإمكان أي إنسانٍ أن يكتشف في غضون يومٍ أو يومين، ويتم تصحيحه تلقائيًّا.... بينما على العكس بالنسبة للشّمس...
فحسابه صعب، ونسبة الخطأ فيه كبيرةٌ...
ثانيًا: وجد العلماء أنَّ التّقويم الشّمسيّ بحاجة إلى تعديلٍ كل 128 سنة (بسبب تراكم الكسور) وذلك بحذف يوم واحد كبيسة، إلا أنَّهم وجدوا أنَّه من الأسهل أن يحذفوا ثلاثة أيام في كل 400 سنة.... بينما التَّقويم القمريّ ليس بحاجةٍ إلى تعديل أبدًا؛ لأنَّه يصحح (إن وجد الخطأ) كلّ شهرٍ.... الله أكبر....
ثالثًا: تقسيم أيام الأشهر في التَّقويم القمري ربانيٌّ، تحدده:
دورة القمر حول الأرض (بتدبير الله -عزّ وجلّ-).
وليس لأيِّ بابا أو ملك أو أمير من سلطان عليه تقديمًا أو تأخيرًا، على عكس التَّقويم الشمسي الّذي خضع لأهواء البشر!!!
رابعًا: الشّهور القمرية يمكن متابعتها في جميع بقاع الأرض حتى في المناطق القطبية الّتي تغيب عنها الشّمس ستة أشهر وتشرق فيها ستة أشهر. (أيّ يكون عندهم نصف العام ليل ونصفه الآخر نهار). فالقمر واضحٌ يستطيع الإنسان حتَّى في هذه الأماكن القطبيَّة أن يتابعه بسهولةٍ، فهو ليس محجوبًا بحالٍ من الأحوال، بخلاف الشّمس الّتي تغيب نصف العام.
خامسًا: معلومٌ أنَّ كمال البدور هو بين يومي (14، 15) في الشّهر القمريّ، فلو كانت الرّؤية خاطئةً في البداية فلن يكون القمر بدرًا في موعده.... الله أكبر، مما يساعد على مزيد من الضّبط للتّقويم القمريّ... بينما الشمس لا تصلح لاعتمادها في توقيت الشّهور؛ لعدم وجود العلامات الّتي تفرق بين شهرٍ وآخرٍ.
سادسًا: ظاهرتا المد والجزر مرتبطان بالتّقويم القمريّ، وهما ضروريتان جدًّا لحياة الإنسان، ولاسيما لأهل البحار من: الصّيَّادين، والتّجار، والمسافرين، والعسكريين... إلخ ، فإذا علمنا أن معظم البضائع تنقل عبر البحار، أدركنا أهمية الاعتماد على القمر كتقويمٍ عالميٍّ... والله -سبحانه وتعال- أعلم .
النَّتيجة:
لابد للإنسان من اعتمد (التّقويم القمريّ في التّأريخ) في حياته كلِّها.
التّاريخ الهجريّ في الإسلام يعتمد على التّقويم القمريّ
في عهد أمير المؤمنين (الفاروق) عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، رفع إليه صك مكتوب فيه: لرجلٍ على آخر دين يحلُّ عليه في شعبان ، فقال: أي شعبان؟ أمن هذه السّنة، أم الّتي قبلها، أم الّتي بعدها؟ ثم جمع النّاس فقال: ضعوا للناس شيئًا يعرفون فيه حلول ديونهم.... فأشار عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- وآخرون أن يؤرخ من هجرة الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- من مكة على المدينة... فاستحسن ذلك أمير المؤمنين والصّحابة -رضي الله عنهم-، فانعقد الإجماع على ذلك (ابن كثير- البداية والنّهاية (بتصرف يسير)).
ومعلومٌ أنّ السّنة في الإسلام تحسب على أساس القمر، كما أمر الله -تعالى- في كتابه.
ملاحظة:
الإسلام يعتمد على الشمس -أيضًأ في نطاق اليوم الواحد، من حيث مواقيت الصَّلاة ... فمثلًا: صلاة الصبح تبدأ بطلوع الفجر وينتهي وقتها بطلوع الشّمس... ويدخل وقت صلاة الضّحى وصلاة العيد بمقدار ارتفاع الشّمس قدر رمح أو رمحين... والظّهر عند زوال الشّمس عن قبة السّماء باتجاه الغرب... وكذلك المغرب عندما تغرب الشّمس... والعشاء عند غياب الشفق.
قال -تعالى-: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ} [الرّوم: 17- 18].
لماذا أوقف العمل بالتّأريخ الهجري؟؟؟!!!!
ظلت الأمّة الإسلاميَّة تعتمد على التّأريخ الهجريّ -الّذي يعتمد على القمر- على أن جاءت الموجة الاستعماريَّة في العصر الحديث، وما تبعها من تغريبٍ وسلبٍ للهّوية وسقوط للخلافة الإسلاميَّة على يد: الماسوني مصطفى كمال أتاتورك الّذي ما لبث أن أصدر قراراً بإلغاء العمل بالتّأريخ الهجري واستبداله بالتّأريخ الميلاديّ سنة (1344هـ- 1926م)؛ تنفيذاً لمخطط دام قرونًا طويلةً، لقطع حاضر الأمة عن ماضيها المجيد، وتقليدًا لغير المسلمين..... إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.
وأخيرًا:
أيُّها المسلمون: إن تمسكنا بالتّأريخ الهجريّ، الّذي يعتمد على التّقويم القمريّ هو تمسك بمرضاة الله -سبحانه وتعالى- أولًا وآخرًا بالإضافة على أنّه تمسكٌ: بالعلم والحقِّ والعقل والمنطق... كما أنَّه اعتزازٌ بمبادئنا وغيظٌ لأعدائنا... ولله الحمد...
الّدين النّصيحة
لذا فإنَّنا نسأل الله -عزّ وجلّ- أن يلهم حكوماتنا، ومؤسساتنا، وأفرادنا، إلى اعتماد التّأريخ الهجري حتى يكونوا من المفلحين في الدّنيا والآخرة -بإذن الله تعالى-...
كما نهيب بأصحاب الشّركات وأرباب العمل أن يصرفوا رواتب موظفيهم على رأس كلّ شهرٍ قمريٍّ، سعيًّا لمرضاة الله -عزّ وجلّ-.
بشرى:
باعتماد التاريخ الهجري سيحصل العامل على أجر أحد عشر يومًا إضافيًّا في السّنة (بسبب الفرق بين السّنة القمريَّة والسّنة الشّمسيَّة)، فيما لو بقي الأجر ثابتًا، وإنَّ الله -تعالى- هو الرّزاق ذو القوة المتين، والحمد لله ربّ العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق